لم تغير تقنية وجه الحياة بالسرعة والقوة التي غيرت الانترنت بها مجريات حياتنا ,فلقد أزالت الحواجز بين الأمكنة وقلصت المسافات التي تفصل بين المدن وغطت جميع مجالات الحياة المختلفة للفرد، كالمجال الصحي والثقافي والاقتصادي والسياسي ونشرات الأخبار والتعليم وكل ما يخطر على بال.
رغم ما وصلت إليه الإنترنت منذ انطلاقتها فان التقنيات التي يتم تصميمها والتي يتم تطوير الكثير منها كل فترة ستزيد من سرعة الانترنت وسهولة استخدامها وتكاملها مع نواحي الحياة المختلفة، وفي اعتمادنا عليها في العمل والترفيه والتعليم والاتصال وكمصدر للمعلومات.
إن المستقبل الذي ينتظر التقنيات الحديثة بما فيها الانترنت لا يزال في مراحله الأولى فيما يستمر العلماء والباحثون في طرح أفكارهم وأبحاثهم للعمل على إيجاد أقصى سرعة ممكنة لنقل البيانات والمعلومات ,فشركة جوجل مثلا أعلنت منذ فترة أنها ماضية في تجاربها نحو تحقيق حلم المناطق النائية في تصفح الانترنت عبر إطلاق أقمار صناعية تغطي جميع أنحاء العالم تكون متخصصة في التواصل الشبكي للانترنت كما أن جهود الباحثين والعلماء متواصلة لتسريع نقل المعلومات عبر الشبكة باستخدام تقنيات وأفكار جديدة كاستخدام أسلاك الكهرباء كوسيط لنقل المعلومات كون الشبكة الكهربائية موجودة أصلاً ومتصلة بكل منزل والاستفادة من التطور الحاصل في مجالات تكنولوجيا النانو وفيزياء الكم التي ستساعد على ظهور الانترنت فائقة السرعة التي ستكون نقطة تحول مستقبلية في القطاع التكنولوجي مما سيؤثر على نمط حياة الفرد والمهام التي يقوم بها.
قبل عشر سنوات من الآن كانت الذاكرة العشوائية في أي كمبيوتر لا تتجاوز 64 ميغابايت والسعات التخزينية للأقراص الصلبة كانت بحوالي 20 غيغا أما الآن فلقد تضاعفت تلك الأرقام عشرات المرات خلال فترة وجيزة ومعها تضاعفت سرعات تصفح الانترنت و تزايدت أعداد المواقع الالكترونية والمنتديات بشكل كبير ومعها ازداد أعداد المتصفحين, أضف إلى ذلك أنه لا يمكننا تجاهل التطور الحاصل في مجال استخدام الانترنت على الهواتف المحمولة فلقد ظهرت أجيالا جديدة من الهواتف المحمولة والأجهزة الالكترونية ذات الأنظمة الذكية التي باتت ذات قدرة كومبيوترية كبيرة حاليًّا، حيث بتنا نجد بعض الأنواع من الهواتف المحمولة كالـ ( آي فون ) وغيرها تماثل الكمبيوتر من حيث ميزات و جودة تصفح شبكة الانترنت و برامج المحادثة ، ومع ازدياد سرعة الانترنت ربما نجد الاتصال المرئي و الصوتي و الكتابي عبر برامج المحادثة و الأجهزة المحمولة المتطورة يحل محل الاتصالات الحالية.
لقد اقتربنا من عصر تستجيب فيها الكومبيوترات إلى الكلام والإيماءات والكتابة اليدوية وترتبط فيها معظم الأجهزة مع بعضها البعض عبر الشبكة وتقدمت بشكل ملحوظ مشاريع الذكاء الاصطناعي ,و سيكون الناس فيه أكثر انفتاحا للمشاركة في المعلومات والآراء والعواطف بفضل الإنترنت،ورغم أن الانترنت حاليا مازالت بدائية جدا كما يقول بيل غيتس في إحدى محاضراته إلا أنها مع ذلك غيرت حياتنا بشكل أساسي أما عن التفاعلات التي ستخلقها بين البشر من كل الأقطار فانه يؤكد أنها بلا شك ستخلق ثقافة عالمية جديدة وآخرين يتوقعون أن العالم سيتوحد ثقافيا وانه ربما قد يتوصل إلى ابتكار لغة موحدة.
وأخيرا في الوقت التي باتت فيه التقانة تنعكس على مجريات حياتنا أكثر فأكثر وعلى الرغم من التوقعات بزيادة قدرة الناس على التواصل الاجتماعي عن طريق الماسنجر والشبكات الاجتماعية فان الكثير من الخبراء يتوقعون أن تفقد الناس أحاسيسها ومشاعرها ويفقدون معها صلتهم بالواقع الحقيقي